السؤال الأول: من هو هلاب محمد؟
جواب: محمد هلاب، من مواليد 08 أغسطس 1980 بمدينة العيون المحتلة، درس الإبتدائي والإعدادي والثانوي (شعبة العلوم التجريبية) بمدينة العيون المحتلة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص علوم سياسية سنة 2009 من الجماهيرية الليبية، وكغيره من الشباب الصحراوي انخرط في صفوف النضال المناهض للإحتلال المغربي للصحراء الغربية من خلال المشاركة في المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال، حُكم عليه بستة أشهر سجناً نافذاً وبغرامة مالية قدرها 7000 درهم مغربية، بسبب تنظيمه وتخطيطه ومشاركته في مظاهرة سلمية في الـ 17 يونيو 2000 مخلدةً للذكرى الثلاثين لانتفاضة الزملة التاريخية ومطالبة بإطلاق سراح مجموعة من المناضلين الصحراويين كانوا معتقلين حينها من طرف النظام المغربي
المحتل، وهم: "العربي مسعود، خيّا الشيخ ولغزال ابراهيم (هذا الأخير قبل أن يرتمي في أحضان المحتل المغربي ويتخلى عن عهد الشهداء)، حيث نظمت المظاهرة بشارع السمارة بالعيون المحتلة، وقد حُكم على أربعة شبان صحراويين من رفاقه في نفس المظاهرة هم: التلميذي أفرياط، الشيخ باري، محمد ولد ألمين ولد سيديَّا وعيّاد لهبيل، بثلاثة أشهر سجناً نافذاً وبنفس الغرامة المالية؛ ومباشرة بعد هذا الحكم إبتدائياً وتأييده استئنافياً وانتظار النقد والإبرام فيه، تعرف على مجموعة من الشباب الصحراويين في العيون المحتلة، وتحديداً مع الإفراج عن المعتقل السياسي الصحراوي "سيدي محمد ددش" سنة 2001، حيث كوَّن رفقتهم التنظيم السري الذي أطلقوا عليه إسم "الملثمون الصحراويون"، هذا التنظيم الذي كثف من عملياته النضالية ووسع منها بشكل سري وناجح، شمل صناعة الأعلام الوطنية الصحراوية وتعليقها بمختلف أزقة وأحياء العيون، وتوزيع المناشير، وحرق الأعلام المغربية وإزالتها من على إدارات المحتل وتعليق محلها الأعلام الوطنية الصحراوية، وتنظيم العديد من المظاهرات المتتالية وغيرها من أشكال النضال بما فيها إضرام النار في مفوضية لشرطة الإحتلال (كوميسارية) بالعيون المحتلة سنة 2001 تزامناً مع الذكرى الـ31 لانتفاضة الزملة التاريخية، إلى أن تم كشف التنظيم أواخر 2002، وتحديداً مع الإنتخابات البرلمانية التي أجراها المحتل المغربي في سبتمبر 2002، حين تم إلقاء القبض على مناضلين من التنظيم، هم: محمد لمين بورحيل، بابا المُساميح، أحمد السباعي، والسالك بازيد (هذا الأخير الذي ألقي القبض عليه ظلماً وعدواناً، حيث لم يكن ينتمي إلى التنظيم) والحكم عليهم بـ 10 سنوات سجناً نافذاً، وقد جاء كشف التنظيم بعد استعداده لشن عمليات نضالية من حجم كبير كان مُحضراً لها كل شيء من أعلام، مناشير، وتخطيط مدروس ومُعد بإحكام... إلخ، تعبيراً عن رفضه لأي انتخابات مغربية في الصحراء الغربية.
السؤال الثاني: كيف كان التحاقكم بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر؟
جواب: بعد كشف تنظيم "الملثمون الصحراويون"، التحقتُ بمخيمات اللاجئين الصحراويين رفقة البعض من المناضلين الشباب أعضاء التنظيم ممن تم كشف أسمائهم وأصبحوا مطلوبين لدى سلطات الإحتلال المغربي، وقد كان التحاقنا بالمخيمات على دفعات، وقد جاءت عملية الالتحاق بعد حوالي أكثر من 03 أشهر قضيناها بعيداً عن سلطات الإحتلال وأعوانها من الوشاة، وخلال هذه الفترة كان كل منا يُنسق لعملية مغادرة التراب الوطني إلى المخيمات، إلى أن تمكنا من ذلك، وقد تمكنتُ من الإلتحاق مع نهاية ديسمبر 2002 (تحديداً في الأيام الثلاثة الأخيرة منه) عبر حزام الذل والعار عبرتـُه ليلاً، ومنه إلى مدينة أزوَيْرَاتْ الموريتانية، حيث بتُّ فيها ليلة واحدة فقط، ومنها إلى مدينة أنـْواذيبُو أين مكثتُ فيها فترة تزيد عن 06 أشهر، ومنها إلى أزويراتْ مرة أخرى ثم إلى مخيمات اللجوء (تحديداً في 15 سبتمبر 2003(.
السؤال الثالث: حدثونا عن واقع الحياة بمخيمات اللجوء بين الأمس و اليوم؟
جواب: بالنسبة للجواب عن هذا السؤال، فأعتقد أنني سأجيب عن واقع الحياة بمخيمات اللجوء دون أن أقارن بين ما كانت عليه في الأمس واليوم، وذلك لأنني لا يُمكنني المقارنة بين الأمس واليوم ـ إذا كان يعني الأمس بداية الإنطلاقة واللجوء ـ أما إذا كان المقصود مقارنة بين الفترة التي التحقتُ فيها واليوم، فإن الحياة في اللجوء أصعب مما يمكن تصوره، بسبب قساوة المناخ والظروف، فمخيمات اللاجئين الصحراويين كما تعلمون تقع في بقعة جغرافية شتاؤها شديد البرودة وصيفها شديد الحرارة إلى درجة أنه يصعب على الزائر تحملها، بل إنه لا يستطيع تحملها إلا من تفرض عليه الظروف ذلك، وهو الشأن بالنسبة لكافة أفراد الشعب الصحراوي من اللاجئين الذين شردهم الغزو المغربي وطردهم من ديارهم تحت القصف بالنابالم والفوسفور الأبيض المحرمين دولياً مع بداية الإجتياح؛ وعموماً فحياة اللاجئين في المخيمات رغم صعوبتها إلا أنها حياة قائمة على أمل العودة إلى الوطن وحتمية النصر والإستقلال، ونضال الصحراويين في المخيمات لا يختلف عن نضالهم في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب، فإذا كان الصحراويون في المناطق المحتلة يُقارعون بشكل يومي وبصدور عارية آلة القمع المغربية، فإنهم في مخيمات اللجوء يُقارعون قساوة الظروف وهم صامدين لا تـُثنيهم عن مواصلة الدرب على نهج الشهداء إلى أن يتحقق ما ضحّواْ رحمهم الله تعالى بدمائهم الزكية من أجله، وعموماً فالصحراويون والحياة في مخيمات اللاجئين هي نفسها اليوم كما وجدتـُها بالأمس وهي نفسها كما كانت مع بداية الإنطلاقة، كلها عزم وإصرار على انتزاع الحق، إلا أنه لا يُمكننا نـُكران تذمر البعض ـ إن صح التعبيرـ خاصة في أوساط الشباب وممن ترعرعوا في مرحلة "اللاسلم واللاحرب" ومطالبتهم بالعودة إلى الكفاح المُسلح على أنه هو الخلاص الوحيد لحسم المعركة ـ ولكل وجهة نظره ويجبُ احترامهاـ.
السؤال الرابع: التحقتم للدراسة بالجماهيرية الليبية، هل لكم أن تحدثوننا عن أحوال الطلبة الصحراويين هناك؟
جواب: نعم بالفعل لمَّا التحقتُ بمخيمات اللاجئين، التحقتُ رفقة 07 شبان قادمين من المناطق المحتلة بمقاعد الدراسة (الجامعة) مع مطلع سنة 2005، فوجدنا أمامنا طلبة صحراويين مثلهم مثل عامة الطلبة الصحراويين في مقاعد الدراسة بعيداً عن الوطن، لم تشغلهم الدراسة يوماً عن قضيتهم، فكما يحتفل الصحراويون بتخليد الذكريات الوطنية في المخيمات وفي المناطق المحررة والمناطق المحتلة وفي الجامعات المغربية فهم كذلك يحتفلون، ومُهتمين ومُتمسكين بقضيتهم ومؤمنين بها، إلا أنه لا يُمكننا أن ننكر على أنه كان ينقصهم وضوح الصورة والرؤية عن معاناة إخوانهم في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب تحت بطش النظام المغربي المحتل، ولكن سرعان ما تم تدارك ذلك النقص وأصبح الطلبة الصحراويين بالجماهيرية الليبية على اطلاع تام بكل الحيثيات، وأصبحوا من السبّاقين في عملية التواصل مع إخوانهم في المناطق المحتلة وبقضيتهم أكثر، خاصة من خلال شبكة المعلومات الدولية "أنترنت"، ولمن أراد الدليل على ذلك ما عليه سوى كتابة "الطلبة الصحراويين الدارسين بالجماهيرية الليبية" في محرك البحث "غوغل" (google) ويرى بأم عينه حجم التواصل والتضامن.
السؤال الخامس: سبق لكم و أن أصدرتم قصة يرويها ذلك الرجل الصحراوي "موسى عيسى" الباحث عن أهله، هل لكم أن تحدثوننا عن مصير هذا الانسان؟
جواب: في الحقيقة هي قصة طويلة مؤلمة، وقد عنونتها بـ "من رحم المعاناة.. بين سنوات الغربة والضياع"وسردتها كما حكاها لي دون أن أزيد عليها أو أنقص منها شيء، والمجال الآن لا يتسع لسرد تفاصيلها بالكامل، لأنها منشورة في أكثر من موقع على الأنترنت، فأرجوا أن يكون ما كتبته عن هذه القصة كان بداية للم شمل بطلها بعائلته وعودته من المجهول ـ كما كان يُسميه ـ إلى أحضان عائلته والشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين أين كانت بداية رحلته الطويلة والشاقة.
لقد عاد بعد أن بعثتْ له عائلة صحراوية تقطن حالياً في ولاية السمارة/ دائرة حوزة بمخيمات اللجوء، أمارات في جسده كان قد قال: "أنه لا يُمكن لأحد أن يتعرف عليها إلا والدته"، وقد تمكن بالفعل من العودة إلى المخيمات صيف سنة 2008، والتحق بالعائلة في العنوان المذكور، وهو يعيش معها الآن كأي إنسان عادي يعيش بين أفراد عائلته، وقد غير اسمه من "موسى عيسى" إلى الإسم الذي أسمته به والدته "البشير"، إلا أنه في آخر لقاء لي به في المخيمات صيف السنة الماضية (2009) ذكر لي هو شخصياً والعائلة التي يسكن معها حالياً وعلى لسان والدها ووالدتها أنه قد نشب خلافٌ بينهم وبين عائلة صحراوية أخرى تدعي أنه ابنها، وأن هذا الخلاف قد وصل إلى درجة القضاء، ولا تزال القضية إلى حدود آخر لقاء لي به (صيف 2009) مطروحة على القضاء، وعموماً فأنا أتواصل معه بشكل دائم عبر الهاتف ولم تمضي إلا أيام قليلة على آخر مكالمة هاتفية لي معه، علمتُ من خلالها على أنه لا يزال يسكن عند العائلة التي جاءها للمرة الأولى، وما اتصالاتي به عبر الهاتف أو الزيارات له في مقر سكنه الجديد إلا لعلاقة الصداقة المتينة التي تربطني به كما تربط به كل من تعرف إليه عن قرب، خاصة من الطلبة الصحراويين الدارسين بالجماهيرية الليبية، والذين كان يعتبرهم قبل الإلتحاق بمخيمات اللجوء وإلى حد اللحظة أهله وذويه، وذلك لطيبته وحسن خلقه وطيب معاشرته وحبه للصحراويين وللقضية الصحراوية؛ ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بمشاركته الفعالة في مختلف الأنشطة التي كان ينظمها الطلبة الصحراويين بالجماهيرية، وأنه كان يقطع لذلك مسافات طويلة تمتد في بعض الأحيان إلى مسيرة ساعات طوال عبر الحافلة قادماً من مكان عمله إلى مكان تخليد الأنشطة في الجامعات والمعاهد التي يدرس بها الصحراويون.
بقي فقط أن أشير إلى أن سنوات غربته الطويلة جعلتْ منه بناءً من طراز عالي ومحترف في مختلف أشكال البناء، وهو العمل الذي يشتغل به الآن من حين لآخر ويُساعد به عائلته (أو العائلة التي يقطن عندها) في مخيمات اللجوء كما أكد لي ذلك شخصياً.
السؤال السادس: مباشرة بعد تقرير "بانكي مون" في 6 أبريل 2010 حول الساقية الحمراء و وادي الذهب، كتبتم مقالا طرحتم فيه مجموعة من الأسئلة و التساؤلات من قبيل: "إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟" ما تعليقكم اليوم؟
جواب: بخصوص هذا السؤال، أرجوا لو تعودون إلى المقال مرة أخرى وتطرحوه بناءً على ما ذكرتُه فيه قبل أن أتساءل هذه الأسئلة التي طرحتم، فأنا قلتُ بالحرف الواحد ما يلي (وأرجو التنبيه إلى ما تحتهُ خط): "... إن الأمر كله لا يَعْدُواْ كونه "سخطٌ شعبي" نتمنى أن يعُمَّ جميع أطياف المجتمع الصحراوي وفي كل أماكن تواجدهم ـ وأرجوا أن لا يُفهم الكلام على أنه دعوة للخروج عن السيطرة أو نابع من يأس أو ما شابه ـ بل على العكس من ذلك تماماً، فكل ما نتمناه هو أن نجعل من حالتنا هذه حالة استنفار قصوى وفي إطار ما تدعوا إليه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لنـُعيد أمجاد انتفاضة الإستقلال، خاصة إذا ما تتبعنا عن كثب ما حققته في عمر وجيز من إنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، تلك الإنجازات التي جعلتنا بفعل عظمتها وجدوائيتها ندع كل الرهانات الأخرى (تقارير الأمين العام، الشرعية الدولية، الدبلوماسية، المفاوضات... إلخ) في المرتبة الثانية بعد الإنتفاضة. بالفعل، وكلي يقينٌ بما قد يقوله البعض، وقد أكون واحداً منهم في كثير من الأحيان عندما نتساءل: إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟ ... وغير ذلك من التساؤلات المُحيرةً" (والمقال موجود ضمن مقالات الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، ويمكنكم مطالعته من خلال الرابط التالي www.sahra-libre.blogspot.com).
وعليه فإنني نبّهْتُ قبل أن أتساءل تلك التساولات إلى الآتي:
ـ أولا: "أرجوا أن لا يُفهم الكلام على أنه دعوة للخروج عن السيطرة..."، وأقصد هنا بعدم الخروج عن السيطرة إلتزامنا وتشبثنا بكل ما تـُمليه علينا ثورة العشرين من ماي الخالدة.
ـ ثانياً: "وفي إطار ما تدعوا إليه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، وهنا عنيْتُ أيضاً تمسكنا وانضوائنا التام تحت لواء البوليساريو ممثل الشعب الصحراوي الوحيد والأوحد والذي اخترناه طواعية لذلك ناطقاً باسمنا نناضل ونكافح تحت لوائه ـ وعندما أقول البوليساريو فإنني أعني البوليساريو النهج والفكر ولا أعني بتاتاً أشخاصاً أو أفراداً بعينهم ـ.
ـ ثالثاً: "ندع كل الرهانات الأخرى (تقارير الأمين العام، الشرعية الدولية، الدبلوماسية، المفاوضات... إلخ)"، وقد قصدتُ بذلك أن نهتم بالإنتفاضة كرهان أول واجب علينا اتخاذه على الأقل في هذه الظرفية وفي مرحلة اللاسلم واللاحرب، دون أن ألغي الرهانات الأخرى، بل جعلتها في المرتبة الثانية.
ـ رابعاً: "وكلي يقينٌ بما قد يقوله البعض، وقد أكون واحداً منهم في كثير من الأحيان عندما نتساءل: إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟ ... وغير ذلك من التساؤلات المُحيرةً"، مرة أخرى، هنا لم أقطع الشك باليقين على أن كافة أفراد الشعب الصحراوي يتساءلون هكذا تساؤلات، كما أنني استعملتُ كلمة "قـَـــدْ"، بمعنى أنه كذلك يُمكن أن لا يقول ذلك البعض الذي عنيته ـ والذي لم أستثني منه نفسي ـ نفس الكلام، بل يُمكنه أن يرى عكسه تماماً.
وعموماً فإنه يُمكنني التعليق على ما أثار انتباهكم من المقال على أنه مجرد إحساس نابع من حقد على ما يتعامل به المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة مع قضية الصحراء الغربية، ذلك التعامل الذي يدعوا الكثير من عامة أفراد الشعب الصحراوي إلى التساؤل والحيرة، لا أقل ولا أكثر، أما الكلمة الأخيرة فهي تلك التي سيُجمع عليها الصحراويون برمتهم وبدون استثناء عبر ممثلهم الوحيد والأوحد البوليساريو (ومرة أخرى أؤكد على أنني أعني بالبوليساريو النهج والفكر وليس أشخاصاً أو أفراداً مُحدّدين).
السؤال السابع: دعوتم في ذلك المقال إلى "الواقعية" و"الانطلاق" من "ضغط فرنسا على منظمة الأمم المتحدة لصالح المحتل المغربي" و"جعله طريقة ضغط لصالح الصحراويين"... هل تحقق فعلا ذلك؟
جواب: من وجهة نظري الشخصية المتواضعة، إلى حد الآن لم يتحقق ذلك بشكل تام، إلا أنه كما تشير العديد من المؤشرات المنجزة مؤخراً على صعيد القضية الوطنية يتبين أننا سائرين في سبيل تحققه، حتى وإن كان ليس عن طريق الضغط المباشر من منطلق كوننا أصحاب حق، ولكن عن طريق غير مباشرة عبّرتْ عنها الإلتفاتة نحو انتفاضة الإستقلال ـ ولو أنها جاءت متأخرة شيئاً ما، ولكن أن تصل متأخراً خيرٌ من أن لا تصل ـ وذلك من خلال استقطاب العديد من أبطال الانتفاضة وزياراتهم المتتالية لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة للجمهورية الصحراوية، حيث تم العمل على أن يُرافقهم عند عودتهم إلى المناطق المحتلة العديد من المراقبين الدوليين والمتضامنين الأجانب لتكسير الحصار والطوق الإعلامي والعسكري الذي تفرضه قوات الإحتلال المغربية، وليس ببعيد من ذلك ما جرى لوفد المناضلين المتضامنين القادمين من جزر الكناري الإسبانية، حيث تم التنكيل بهم وتعريضهم للضرب والقمع على أيدي سلطات الإحتلال المغربية نهاية أغسطس 2010، والإعلان بعد ذلك عن تنظيم قافلة تضامنية من إسبانيا نحو العيون المحتلة، وبهذا فإنه من الأكيد إذا ما استمرت الجبهة الشعبية في استثمار هكذا إنجازات وتعزيزها وتوسيعها واتباع استراتيجية واضحة من أجلها، وبخاصة في مجال حقوق الإنسان، فإنها ستتمكن لا محالة من عزل المحتل المغربي دولياً، وبالتالي الضغط عليه وعلى حلفائه وعلى رأسهم فرنسا للإمتثال لقرارات الشرعية الدولية وفي النهاية تسليم الحق إلى أصحابه.
السؤال الثامن: ألا تعتقدون بأن تحميل فرنسا المسئولية حول تعنت المغرب هو مبالغة كبيرة خصوصاً وأن للصحراويين تمثيلية بفرنسا وفرت لها كل مقومات العمل والنجاح من دون نتيجة؟
جواب: بالعكس تماماً، ففرنسا هي المسؤولة، بل إنها مسؤولة أكثر من المحتل المغربي نفسه، لأن هذا الأخير ليس إلا أداة في يد حاميّته السابقة (فرنسا)، ولولا ذلك لما كانت فرنسا دائماً تـُعارض الشرعية الدولية وتـُهدد بـ"الفيتو" عندما يُوشك المجتمع الدولي على إدانة المحتل المغربي، وخاصة ما جرى خلال المداولات الأخيرة في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء الغربية عندما رفضت فرنسا ولوحدها ـ وربما قبل أن يرفض المحتل المغربي نفسه ـ إدراج مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضمن صلاحيات البعثة الأممية لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"؛ وحتى نـُدلل على أن فرنسا تتحمل المسؤولية فعلاً، يكفي فقط أن نرجع قليلاً إلى سنوات الحرب في الصحراء الغربية عندما كانت تدعم وتسلح الجيش الملكي المغربي ضد المدنيين الصحراويين، بل الأكثر من ذلك أن فرنسا قصفتهم بطائرات "الجاكوار" وشاركتْ في الحرب ضد الشعب الصحراوي المظلوم، والدليل أيضاً قد ذكرهُ شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد، عندما قال في أحد خطاباته ما معناه: "على أن فرنسا تـُسلح وتدعم جنود الإحتلال المغربي بأسلحة جديدة قبل أن يتعرف عليها أو يستعملها الجيش الفرنسي نفسه".
أما بخصوص تمثيلية الجبهة بفرنسا وتوفير الإمكانيات لها، فذلك يندرج تحت ما تسميه الدول الغربية والأوروبية بـ"الديمقراطية"، خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان على أن فرنسا هي أول جمهورية في التاريخ، وعلى أنها هي الحاضنة لإعلان ميثاق مبادئ حقوق الإنسان في الـ 10 من ديسمبر 1948، ولكن في المقابل إذا ما قارنا ما وفرته فرنسا لتمثيلية الجبهة مع ما تـُقدمه فرنسا للإحتلال المغربي من دعم مادي ومعنوي وعلى كافة الأصعدة، فإنه لا يُساوي شيئاً البتة.
ولربما كل ما رأيتم أن فرنسا قدمته لتمثيلية الجبهة في باريس ـ من وجهة نظر شخصية ـ هو أساساً مُقدم من طرف جمعيات غير حكومية ومنتخبين متضامنين مع عدالة القضية الصحراوية.
أما إذا كنتم ترون على أن عمل تمثيلية الجبهة دون المستوى المطلوب ولم يُحقق شيئاً، فذلك ربما راجع بالأساس ـ ودائماً حسب وجهة نظر شخصية ـ إلى أنه قد وُضع أشخاصٌ غير مناسبين في المكان الغير مناسب.
السؤال التاسع: وجهت انتقادات حادة لأفابريديسا مؤخرا، ما ردكم؟
جواب: الإنتقاد لا يُفسد للود قضية، والذي لا يُنتقد هو العدم ولا شيء سواه، والقائمين على أفبريديسا هم بشر يُخطئون ويُصيبون، وليس معصوم من الخطأ إلا الله سبحانه وتعالى، وليس عندي من رأي حول هذا الموضوع سوى أن أقول للذين ينتتقدون أفبريديسا وعملها إلا أن أدعوهم للنظر في القليل فقط من إنجازاتها وما تحقق منذ تأسيسها إلى الآن من إنجازات وشبكة علاقاتها الواسعة مع منظمات دولية وازنة في مجال حقوق الإنسان حكومية وغير حكومية رغم ما يُحيط بعمل الجمعية من إكراهات وصعوبات؛ وأدعوا مُوَجّهي الإنتقادات لأفبريديسا ولغيرها من مؤسسات الدولة الصحراوية إلى أن يَعْلمُواْ على أن لنصف الكأس الفارغة نصفٌ آخر ملآن، وهذا لا يعني على أن أفبريديسا تـُنجز عملها على أتم صورة، ولكنها تبذل ما في وسعها رغم قلة الإمكانيات، وهنا لا أتكلم على أنني ناطق باسم أفبريديسا أو مُخول للنطق باسمها، فأنا لستُ سوى عضو من مجلسها الوطني مُكلفٌ بملفها الإعلامي، ولكن أيضاً أتكلم من منطلق احتكاك وخبرة مُدتها أكثر من 06 سنوات بعمل الجمعية وإنجازاتها ونقائصها.
السؤال العاشر: كيف تنظرون الى مستقبل الشعب الصحراوي؟
جواب: مستقبل حياة حرة كريمة فوق كامل ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب في كنف دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مستقلة، طال الزمن أم قصر إن شاء الله تعالى، فإرادة الشعوب لا تـُقهر، وإرادة الشعب الصحراوي هي الإستقلال ولا شيء غير الإستقلال، ولا يغرن أحدٌ شيئاً مهما كان من دعاية المحتل وتسويقه للحلول العرجاء، ولا يتخوف أحد من خيانة الخونة لعهد الشهداء الذين ارتموا في حضن الغزاة المحتلين يُقبلون الأيدي صباح ومساء ويجمعون فتات الخبز من فضلات المحتل، فالحق يعلواْ ولا يُعلا عليه، والنصر قادمٌ لا محالة.
السؤال الحادي عشر: كيف ترون واقع النضال بالمدن المحتلة بين الأمس و اليوم؟
جواب: أقل ما يمكن أن يقال عن واقع النضال بالمدن المحتلة على أنه من الأفضل إلى الأفضل، ومن تحدّ إلى تحدّ تغذيه قوة الإرادة والحق والعزيمة، وهو في زحف حثيث نحو النصر، وإذا ما قارنا انتفاضة الإستقلال المُشتعل فتيلها منذ 21 من ماي 2005 بغيرها من الإنتفاضات التي خاضها الشعب الصحراوي على مر التاريخ للمسنا ذلك وتأكدنا على أنها ماضية قـُدماً في سبيل تحقيق الهدف الذي من أجله سُمّيَّتْ ألا وهو الإستقلال.
هل من كلمة أخيرة؟
جواب: كلمتي الأخيرة في هذه المقابلة، هي أنني أتوجه بالشكر الجزيل لموقع دفاتر الصحراء والقائمين عليه، وأشد على أياديهم وأتمنى من الله العلي القدير أن يُديمهم للنضال صامدين، كما أود أن أغتنم الفرصة لتوجيه تحايا نضالية خالصة إلى أبطال انتفاضة الإستقلال ومن خلالهم إلى كافة أفراد الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب وفي المناطق المحررة وفي مخيمات اللاجئين وفي الشتات وفي كل مواقع الفعل والنضال، ولا أحتاج أن أوصيهم بالإلتفاف حول القضية الوطنية والتوحد والإلتحام إلى نيل السيادة والإستقلال التام، والسلام عليكم.
جواب: محمد هلاب، من مواليد 08 أغسطس 1980 بمدينة العيون المحتلة، درس الإبتدائي والإعدادي والثانوي (شعبة العلوم التجريبية) بمدينة العيون المحتلة، حاصل على شهادة البكالوريوس تخصص علوم سياسية سنة 2009 من الجماهيرية الليبية، وكغيره من الشباب الصحراوي انخرط في صفوف النضال المناهض للإحتلال المغربي للصحراء الغربية من خلال المشاركة في المظاهرات السلمية المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والإستقلال، حُكم عليه بستة أشهر سجناً نافذاً وبغرامة مالية قدرها 7000 درهم مغربية، بسبب تنظيمه وتخطيطه ومشاركته في مظاهرة سلمية في الـ 17 يونيو 2000 مخلدةً للذكرى الثلاثين لانتفاضة الزملة التاريخية ومطالبة بإطلاق سراح مجموعة من المناضلين الصحراويين كانوا معتقلين حينها من طرف النظام المغربي
المحتل، وهم: "العربي مسعود، خيّا الشيخ ولغزال ابراهيم (هذا الأخير قبل أن يرتمي في أحضان المحتل المغربي ويتخلى عن عهد الشهداء)، حيث نظمت المظاهرة بشارع السمارة بالعيون المحتلة، وقد حُكم على أربعة شبان صحراويين من رفاقه في نفس المظاهرة هم: التلميذي أفرياط، الشيخ باري، محمد ولد ألمين ولد سيديَّا وعيّاد لهبيل، بثلاثة أشهر سجناً نافذاً وبنفس الغرامة المالية؛ ومباشرة بعد هذا الحكم إبتدائياً وتأييده استئنافياً وانتظار النقد والإبرام فيه، تعرف على مجموعة من الشباب الصحراويين في العيون المحتلة، وتحديداً مع الإفراج عن المعتقل السياسي الصحراوي "سيدي محمد ددش" سنة 2001، حيث كوَّن رفقتهم التنظيم السري الذي أطلقوا عليه إسم "الملثمون الصحراويون"، هذا التنظيم الذي كثف من عملياته النضالية ووسع منها بشكل سري وناجح، شمل صناعة الأعلام الوطنية الصحراوية وتعليقها بمختلف أزقة وأحياء العيون، وتوزيع المناشير، وحرق الأعلام المغربية وإزالتها من على إدارات المحتل وتعليق محلها الأعلام الوطنية الصحراوية، وتنظيم العديد من المظاهرات المتتالية وغيرها من أشكال النضال بما فيها إضرام النار في مفوضية لشرطة الإحتلال (كوميسارية) بالعيون المحتلة سنة 2001 تزامناً مع الذكرى الـ31 لانتفاضة الزملة التاريخية، إلى أن تم كشف التنظيم أواخر 2002، وتحديداً مع الإنتخابات البرلمانية التي أجراها المحتل المغربي في سبتمبر 2002، حين تم إلقاء القبض على مناضلين من التنظيم، هم: محمد لمين بورحيل، بابا المُساميح، أحمد السباعي، والسالك بازيد (هذا الأخير الذي ألقي القبض عليه ظلماً وعدواناً، حيث لم يكن ينتمي إلى التنظيم) والحكم عليهم بـ 10 سنوات سجناً نافذاً، وقد جاء كشف التنظيم بعد استعداده لشن عمليات نضالية من حجم كبير كان مُحضراً لها كل شيء من أعلام، مناشير، وتخطيط مدروس ومُعد بإحكام... إلخ، تعبيراً عن رفضه لأي انتخابات مغربية في الصحراء الغربية.
السؤال الثاني: كيف كان التحاقكم بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر؟
جواب: بعد كشف تنظيم "الملثمون الصحراويون"، التحقتُ بمخيمات اللاجئين الصحراويين رفقة البعض من المناضلين الشباب أعضاء التنظيم ممن تم كشف أسمائهم وأصبحوا مطلوبين لدى سلطات الإحتلال المغربي، وقد كان التحاقنا بالمخيمات على دفعات، وقد جاءت عملية الالتحاق بعد حوالي أكثر من 03 أشهر قضيناها بعيداً عن سلطات الإحتلال وأعوانها من الوشاة، وخلال هذه الفترة كان كل منا يُنسق لعملية مغادرة التراب الوطني إلى المخيمات، إلى أن تمكنا من ذلك، وقد تمكنتُ من الإلتحاق مع نهاية ديسمبر 2002 (تحديداً في الأيام الثلاثة الأخيرة منه) عبر حزام الذل والعار عبرتـُه ليلاً، ومنه إلى مدينة أزوَيْرَاتْ الموريتانية، حيث بتُّ فيها ليلة واحدة فقط، ومنها إلى مدينة أنـْواذيبُو أين مكثتُ فيها فترة تزيد عن 06 أشهر، ومنها إلى أزويراتْ مرة أخرى ثم إلى مخيمات اللجوء (تحديداً في 15 سبتمبر 2003(.
السؤال الثالث: حدثونا عن واقع الحياة بمخيمات اللجوء بين الأمس و اليوم؟
جواب: بالنسبة للجواب عن هذا السؤال، فأعتقد أنني سأجيب عن واقع الحياة بمخيمات اللجوء دون أن أقارن بين ما كانت عليه في الأمس واليوم، وذلك لأنني لا يُمكنني المقارنة بين الأمس واليوم ـ إذا كان يعني الأمس بداية الإنطلاقة واللجوء ـ أما إذا كان المقصود مقارنة بين الفترة التي التحقتُ فيها واليوم، فإن الحياة في اللجوء أصعب مما يمكن تصوره، بسبب قساوة المناخ والظروف، فمخيمات اللاجئين الصحراويين كما تعلمون تقع في بقعة جغرافية شتاؤها شديد البرودة وصيفها شديد الحرارة إلى درجة أنه يصعب على الزائر تحملها، بل إنه لا يستطيع تحملها إلا من تفرض عليه الظروف ذلك، وهو الشأن بالنسبة لكافة أفراد الشعب الصحراوي من اللاجئين الذين شردهم الغزو المغربي وطردهم من ديارهم تحت القصف بالنابالم والفوسفور الأبيض المحرمين دولياً مع بداية الإجتياح؛ وعموماً فحياة اللاجئين في المخيمات رغم صعوبتها إلا أنها حياة قائمة على أمل العودة إلى الوطن وحتمية النصر والإستقلال، ونضال الصحراويين في المخيمات لا يختلف عن نضالهم في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب، فإذا كان الصحراويون في المناطق المحتلة يُقارعون بشكل يومي وبصدور عارية آلة القمع المغربية، فإنهم في مخيمات اللجوء يُقارعون قساوة الظروف وهم صامدين لا تـُثنيهم عن مواصلة الدرب على نهج الشهداء إلى أن يتحقق ما ضحّواْ رحمهم الله تعالى بدمائهم الزكية من أجله، وعموماً فالصحراويون والحياة في مخيمات اللاجئين هي نفسها اليوم كما وجدتـُها بالأمس وهي نفسها كما كانت مع بداية الإنطلاقة، كلها عزم وإصرار على انتزاع الحق، إلا أنه لا يُمكننا نـُكران تذمر البعض ـ إن صح التعبيرـ خاصة في أوساط الشباب وممن ترعرعوا في مرحلة "اللاسلم واللاحرب" ومطالبتهم بالعودة إلى الكفاح المُسلح على أنه هو الخلاص الوحيد لحسم المعركة ـ ولكل وجهة نظره ويجبُ احترامهاـ.
السؤال الرابع: التحقتم للدراسة بالجماهيرية الليبية، هل لكم أن تحدثوننا عن أحوال الطلبة الصحراويين هناك؟
جواب: نعم بالفعل لمَّا التحقتُ بمخيمات اللاجئين، التحقتُ رفقة 07 شبان قادمين من المناطق المحتلة بمقاعد الدراسة (الجامعة) مع مطلع سنة 2005، فوجدنا أمامنا طلبة صحراويين مثلهم مثل عامة الطلبة الصحراويين في مقاعد الدراسة بعيداً عن الوطن، لم تشغلهم الدراسة يوماً عن قضيتهم، فكما يحتفل الصحراويون بتخليد الذكريات الوطنية في المخيمات وفي المناطق المحررة والمناطق المحتلة وفي الجامعات المغربية فهم كذلك يحتفلون، ومُهتمين ومُتمسكين بقضيتهم ومؤمنين بها، إلا أنه لا يُمكننا أن ننكر على أنه كان ينقصهم وضوح الصورة والرؤية عن معاناة إخوانهم في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب تحت بطش النظام المغربي المحتل، ولكن سرعان ما تم تدارك ذلك النقص وأصبح الطلبة الصحراويين بالجماهيرية الليبية على اطلاع تام بكل الحيثيات، وأصبحوا من السبّاقين في عملية التواصل مع إخوانهم في المناطق المحتلة وبقضيتهم أكثر، خاصة من خلال شبكة المعلومات الدولية "أنترنت"، ولمن أراد الدليل على ذلك ما عليه سوى كتابة "الطلبة الصحراويين الدارسين بالجماهيرية الليبية" في محرك البحث "غوغل" (google) ويرى بأم عينه حجم التواصل والتضامن.
السؤال الخامس: سبق لكم و أن أصدرتم قصة يرويها ذلك الرجل الصحراوي "موسى عيسى" الباحث عن أهله، هل لكم أن تحدثوننا عن مصير هذا الانسان؟
جواب: في الحقيقة هي قصة طويلة مؤلمة، وقد عنونتها بـ "من رحم المعاناة.. بين سنوات الغربة والضياع"وسردتها كما حكاها لي دون أن أزيد عليها أو أنقص منها شيء، والمجال الآن لا يتسع لسرد تفاصيلها بالكامل، لأنها منشورة في أكثر من موقع على الأنترنت، فأرجوا أن يكون ما كتبته عن هذه القصة كان بداية للم شمل بطلها بعائلته وعودته من المجهول ـ كما كان يُسميه ـ إلى أحضان عائلته والشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين أين كانت بداية رحلته الطويلة والشاقة.
لقد عاد بعد أن بعثتْ له عائلة صحراوية تقطن حالياً في ولاية السمارة/ دائرة حوزة بمخيمات اللجوء، أمارات في جسده كان قد قال: "أنه لا يُمكن لأحد أن يتعرف عليها إلا والدته"، وقد تمكن بالفعل من العودة إلى المخيمات صيف سنة 2008، والتحق بالعائلة في العنوان المذكور، وهو يعيش معها الآن كأي إنسان عادي يعيش بين أفراد عائلته، وقد غير اسمه من "موسى عيسى" إلى الإسم الذي أسمته به والدته "البشير"، إلا أنه في آخر لقاء لي به في المخيمات صيف السنة الماضية (2009) ذكر لي هو شخصياً والعائلة التي يسكن معها حالياً وعلى لسان والدها ووالدتها أنه قد نشب خلافٌ بينهم وبين عائلة صحراوية أخرى تدعي أنه ابنها، وأن هذا الخلاف قد وصل إلى درجة القضاء، ولا تزال القضية إلى حدود آخر لقاء لي به (صيف 2009) مطروحة على القضاء، وعموماً فأنا أتواصل معه بشكل دائم عبر الهاتف ولم تمضي إلا أيام قليلة على آخر مكالمة هاتفية لي معه، علمتُ من خلالها على أنه لا يزال يسكن عند العائلة التي جاءها للمرة الأولى، وما اتصالاتي به عبر الهاتف أو الزيارات له في مقر سكنه الجديد إلا لعلاقة الصداقة المتينة التي تربطني به كما تربط به كل من تعرف إليه عن قرب، خاصة من الطلبة الصحراويين الدارسين بالجماهيرية الليبية، والذين كان يعتبرهم قبل الإلتحاق بمخيمات اللجوء وإلى حد اللحظة أهله وذويه، وذلك لطيبته وحسن خلقه وطيب معاشرته وحبه للصحراويين وللقضية الصحراوية؛ ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بمشاركته الفعالة في مختلف الأنشطة التي كان ينظمها الطلبة الصحراويين بالجماهيرية، وأنه كان يقطع لذلك مسافات طويلة تمتد في بعض الأحيان إلى مسيرة ساعات طوال عبر الحافلة قادماً من مكان عمله إلى مكان تخليد الأنشطة في الجامعات والمعاهد التي يدرس بها الصحراويون.
بقي فقط أن أشير إلى أن سنوات غربته الطويلة جعلتْ منه بناءً من طراز عالي ومحترف في مختلف أشكال البناء، وهو العمل الذي يشتغل به الآن من حين لآخر ويُساعد به عائلته (أو العائلة التي يقطن عندها) في مخيمات اللجوء كما أكد لي ذلك شخصياً.
السؤال السادس: مباشرة بعد تقرير "بانكي مون" في 6 أبريل 2010 حول الساقية الحمراء و وادي الذهب، كتبتم مقالا طرحتم فيه مجموعة من الأسئلة و التساؤلات من قبيل: "إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟" ما تعليقكم اليوم؟
جواب: بخصوص هذا السؤال، أرجوا لو تعودون إلى المقال مرة أخرى وتطرحوه بناءً على ما ذكرتُه فيه قبل أن أتساءل هذه الأسئلة التي طرحتم، فأنا قلتُ بالحرف الواحد ما يلي (وأرجو التنبيه إلى ما تحتهُ خط): "... إن الأمر كله لا يَعْدُواْ كونه "سخطٌ شعبي" نتمنى أن يعُمَّ جميع أطياف المجتمع الصحراوي وفي كل أماكن تواجدهم ـ وأرجوا أن لا يُفهم الكلام على أنه دعوة للخروج عن السيطرة أو نابع من يأس أو ما شابه ـ بل على العكس من ذلك تماماً، فكل ما نتمناه هو أن نجعل من حالتنا هذه حالة استنفار قصوى وفي إطار ما تدعوا إليه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لنـُعيد أمجاد انتفاضة الإستقلال، خاصة إذا ما تتبعنا عن كثب ما حققته في عمر وجيز من إنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، تلك الإنجازات التي جعلتنا بفعل عظمتها وجدوائيتها ندع كل الرهانات الأخرى (تقارير الأمين العام، الشرعية الدولية، الدبلوماسية، المفاوضات... إلخ) في المرتبة الثانية بعد الإنتفاضة. بالفعل، وكلي يقينٌ بما قد يقوله البعض، وقد أكون واحداً منهم في كثير من الأحيان عندما نتساءل: إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟ ... وغير ذلك من التساؤلات المُحيرةً" (والمقال موجود ضمن مقالات الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، ويمكنكم مطالعته من خلال الرابط التالي www.sahra-libre.blogspot.com).
وعليه فإنني نبّهْتُ قبل أن أتساءل تلك التساولات إلى الآتي:
ـ أولا: "أرجوا أن لا يُفهم الكلام على أنه دعوة للخروج عن السيطرة..."، وأقصد هنا بعدم الخروج عن السيطرة إلتزامنا وتشبثنا بكل ما تـُمليه علينا ثورة العشرين من ماي الخالدة.
ـ ثانياً: "وفي إطار ما تدعوا إليه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، وهنا عنيْتُ أيضاً تمسكنا وانضوائنا التام تحت لواء البوليساريو ممثل الشعب الصحراوي الوحيد والأوحد والذي اخترناه طواعية لذلك ناطقاً باسمنا نناضل ونكافح تحت لوائه ـ وعندما أقول البوليساريو فإنني أعني البوليساريو النهج والفكر ولا أعني بتاتاً أشخاصاً أو أفراداً بعينهم ـ.
ـ ثالثاً: "ندع كل الرهانات الأخرى (تقارير الأمين العام، الشرعية الدولية، الدبلوماسية، المفاوضات... إلخ)"، وقد قصدتُ بذلك أن نهتم بالإنتفاضة كرهان أول واجب علينا اتخاذه على الأقل في هذه الظرفية وفي مرحلة اللاسلم واللاحرب، دون أن ألغي الرهانات الأخرى، بل جعلتها في المرتبة الثانية.
ـ رابعاً: "وكلي يقينٌ بما قد يقوله البعض، وقد أكون واحداً منهم في كثير من الأحيان عندما نتساءل: إلى متى ونحن ننتظر؟ لماذا لا نعود إلى الحرب؟ ما الجدوى من المُفاوضات؟ ... وغير ذلك من التساؤلات المُحيرةً"، مرة أخرى، هنا لم أقطع الشك باليقين على أن كافة أفراد الشعب الصحراوي يتساءلون هكذا تساؤلات، كما أنني استعملتُ كلمة "قـَـــدْ"، بمعنى أنه كذلك يُمكن أن لا يقول ذلك البعض الذي عنيته ـ والذي لم أستثني منه نفسي ـ نفس الكلام، بل يُمكنه أن يرى عكسه تماماً.
وعموماً فإنه يُمكنني التعليق على ما أثار انتباهكم من المقال على أنه مجرد إحساس نابع من حقد على ما يتعامل به المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة مع قضية الصحراء الغربية، ذلك التعامل الذي يدعوا الكثير من عامة أفراد الشعب الصحراوي إلى التساؤل والحيرة، لا أقل ولا أكثر، أما الكلمة الأخيرة فهي تلك التي سيُجمع عليها الصحراويون برمتهم وبدون استثناء عبر ممثلهم الوحيد والأوحد البوليساريو (ومرة أخرى أؤكد على أنني أعني بالبوليساريو النهج والفكر وليس أشخاصاً أو أفراداً مُحدّدين).
السؤال السابع: دعوتم في ذلك المقال إلى "الواقعية" و"الانطلاق" من "ضغط فرنسا على منظمة الأمم المتحدة لصالح المحتل المغربي" و"جعله طريقة ضغط لصالح الصحراويين"... هل تحقق فعلا ذلك؟
جواب: من وجهة نظري الشخصية المتواضعة، إلى حد الآن لم يتحقق ذلك بشكل تام، إلا أنه كما تشير العديد من المؤشرات المنجزة مؤخراً على صعيد القضية الوطنية يتبين أننا سائرين في سبيل تحققه، حتى وإن كان ليس عن طريق الضغط المباشر من منطلق كوننا أصحاب حق، ولكن عن طريق غير مباشرة عبّرتْ عنها الإلتفاتة نحو انتفاضة الإستقلال ـ ولو أنها جاءت متأخرة شيئاً ما، ولكن أن تصل متأخراً خيرٌ من أن لا تصل ـ وذلك من خلال استقطاب العديد من أبطال الانتفاضة وزياراتهم المتتالية لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة للجمهورية الصحراوية، حيث تم العمل على أن يُرافقهم عند عودتهم إلى المناطق المحتلة العديد من المراقبين الدوليين والمتضامنين الأجانب لتكسير الحصار والطوق الإعلامي والعسكري الذي تفرضه قوات الإحتلال المغربية، وليس ببعيد من ذلك ما جرى لوفد المناضلين المتضامنين القادمين من جزر الكناري الإسبانية، حيث تم التنكيل بهم وتعريضهم للضرب والقمع على أيدي سلطات الإحتلال المغربية نهاية أغسطس 2010، والإعلان بعد ذلك عن تنظيم قافلة تضامنية من إسبانيا نحو العيون المحتلة، وبهذا فإنه من الأكيد إذا ما استمرت الجبهة الشعبية في استثمار هكذا إنجازات وتعزيزها وتوسيعها واتباع استراتيجية واضحة من أجلها، وبخاصة في مجال حقوق الإنسان، فإنها ستتمكن لا محالة من عزل المحتل المغربي دولياً، وبالتالي الضغط عليه وعلى حلفائه وعلى رأسهم فرنسا للإمتثال لقرارات الشرعية الدولية وفي النهاية تسليم الحق إلى أصحابه.
السؤال الثامن: ألا تعتقدون بأن تحميل فرنسا المسئولية حول تعنت المغرب هو مبالغة كبيرة خصوصاً وأن للصحراويين تمثيلية بفرنسا وفرت لها كل مقومات العمل والنجاح من دون نتيجة؟
جواب: بالعكس تماماً، ففرنسا هي المسؤولة، بل إنها مسؤولة أكثر من المحتل المغربي نفسه، لأن هذا الأخير ليس إلا أداة في يد حاميّته السابقة (فرنسا)، ولولا ذلك لما كانت فرنسا دائماً تـُعارض الشرعية الدولية وتـُهدد بـ"الفيتو" عندما يُوشك المجتمع الدولي على إدانة المحتل المغربي، وخاصة ما جرى خلال المداولات الأخيرة في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء الغربية عندما رفضت فرنسا ولوحدها ـ وربما قبل أن يرفض المحتل المغربي نفسه ـ إدراج مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضمن صلاحيات البعثة الأممية لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"؛ وحتى نـُدلل على أن فرنسا تتحمل المسؤولية فعلاً، يكفي فقط أن نرجع قليلاً إلى سنوات الحرب في الصحراء الغربية عندما كانت تدعم وتسلح الجيش الملكي المغربي ضد المدنيين الصحراويين، بل الأكثر من ذلك أن فرنسا قصفتهم بطائرات "الجاكوار" وشاركتْ في الحرب ضد الشعب الصحراوي المظلوم، والدليل أيضاً قد ذكرهُ شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى السيد، عندما قال في أحد خطاباته ما معناه: "على أن فرنسا تـُسلح وتدعم جنود الإحتلال المغربي بأسلحة جديدة قبل أن يتعرف عليها أو يستعملها الجيش الفرنسي نفسه".
أما بخصوص تمثيلية الجبهة بفرنسا وتوفير الإمكانيات لها، فذلك يندرج تحت ما تسميه الدول الغربية والأوروبية بـ"الديمقراطية"، خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان على أن فرنسا هي أول جمهورية في التاريخ، وعلى أنها هي الحاضنة لإعلان ميثاق مبادئ حقوق الإنسان في الـ 10 من ديسمبر 1948، ولكن في المقابل إذا ما قارنا ما وفرته فرنسا لتمثيلية الجبهة مع ما تـُقدمه فرنسا للإحتلال المغربي من دعم مادي ومعنوي وعلى كافة الأصعدة، فإنه لا يُساوي شيئاً البتة.
ولربما كل ما رأيتم أن فرنسا قدمته لتمثيلية الجبهة في باريس ـ من وجهة نظر شخصية ـ هو أساساً مُقدم من طرف جمعيات غير حكومية ومنتخبين متضامنين مع عدالة القضية الصحراوية.
أما إذا كنتم ترون على أن عمل تمثيلية الجبهة دون المستوى المطلوب ولم يُحقق شيئاً، فذلك ربما راجع بالأساس ـ ودائماً حسب وجهة نظر شخصية ـ إلى أنه قد وُضع أشخاصٌ غير مناسبين في المكان الغير مناسب.
السؤال التاسع: وجهت انتقادات حادة لأفابريديسا مؤخرا، ما ردكم؟
جواب: الإنتقاد لا يُفسد للود قضية، والذي لا يُنتقد هو العدم ولا شيء سواه، والقائمين على أفبريديسا هم بشر يُخطئون ويُصيبون، وليس معصوم من الخطأ إلا الله سبحانه وتعالى، وليس عندي من رأي حول هذا الموضوع سوى أن أقول للذين ينتتقدون أفبريديسا وعملها إلا أن أدعوهم للنظر في القليل فقط من إنجازاتها وما تحقق منذ تأسيسها إلى الآن من إنجازات وشبكة علاقاتها الواسعة مع منظمات دولية وازنة في مجال حقوق الإنسان حكومية وغير حكومية رغم ما يُحيط بعمل الجمعية من إكراهات وصعوبات؛ وأدعوا مُوَجّهي الإنتقادات لأفبريديسا ولغيرها من مؤسسات الدولة الصحراوية إلى أن يَعْلمُواْ على أن لنصف الكأس الفارغة نصفٌ آخر ملآن، وهذا لا يعني على أن أفبريديسا تـُنجز عملها على أتم صورة، ولكنها تبذل ما في وسعها رغم قلة الإمكانيات، وهنا لا أتكلم على أنني ناطق باسم أفبريديسا أو مُخول للنطق باسمها، فأنا لستُ سوى عضو من مجلسها الوطني مُكلفٌ بملفها الإعلامي، ولكن أيضاً أتكلم من منطلق احتكاك وخبرة مُدتها أكثر من 06 سنوات بعمل الجمعية وإنجازاتها ونقائصها.
السؤال العاشر: كيف تنظرون الى مستقبل الشعب الصحراوي؟
جواب: مستقبل حياة حرة كريمة فوق كامل ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب في كنف دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مستقلة، طال الزمن أم قصر إن شاء الله تعالى، فإرادة الشعوب لا تـُقهر، وإرادة الشعب الصحراوي هي الإستقلال ولا شيء غير الإستقلال، ولا يغرن أحدٌ شيئاً مهما كان من دعاية المحتل وتسويقه للحلول العرجاء، ولا يتخوف أحد من خيانة الخونة لعهد الشهداء الذين ارتموا في حضن الغزاة المحتلين يُقبلون الأيدي صباح ومساء ويجمعون فتات الخبز من فضلات المحتل، فالحق يعلواْ ولا يُعلا عليه، والنصر قادمٌ لا محالة.
السؤال الحادي عشر: كيف ترون واقع النضال بالمدن المحتلة بين الأمس و اليوم؟
جواب: أقل ما يمكن أن يقال عن واقع النضال بالمدن المحتلة على أنه من الأفضل إلى الأفضل، ومن تحدّ إلى تحدّ تغذيه قوة الإرادة والحق والعزيمة، وهو في زحف حثيث نحو النصر، وإذا ما قارنا انتفاضة الإستقلال المُشتعل فتيلها منذ 21 من ماي 2005 بغيرها من الإنتفاضات التي خاضها الشعب الصحراوي على مر التاريخ للمسنا ذلك وتأكدنا على أنها ماضية قـُدماً في سبيل تحقيق الهدف الذي من أجله سُمّيَّتْ ألا وهو الإستقلال.
هل من كلمة أخيرة؟
جواب: كلمتي الأخيرة في هذه المقابلة، هي أنني أتوجه بالشكر الجزيل لموقع دفاتر الصحراء والقائمين عليه، وأشد على أياديهم وأتمنى من الله العلي القدير أن يُديمهم للنضال صامدين، كما أود أن أغتنم الفرصة لتوجيه تحايا نضالية خالصة إلى أبطال انتفاضة الإستقلال ومن خلالهم إلى كافة أفراد الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وفي جنوب وداخل المغرب وفي المناطق المحررة وفي مخيمات اللاجئين وفي الشتات وفي كل مواقع الفعل والنضال، ولا أحتاج أن أوصيهم بالإلتفاف حول القضية الوطنية والتوحد والإلتحام إلى نيل السيادة والإستقلال التام، والسلام عليكم.
أجرى الحوار عبر الانترنت أحمد ولد محمد لمين التروزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق