بقلم: ولد الشهيد (المصدر/ موقع التغيير الصحراوي) |
بعيداً عن الروح الانهزامية والأفكار
الإستسلامية نجيب على السؤال الذي بات يُطرح بقوة على المنتديات الصحراوية
والمكتوب بالبند العريض في واجهة الصفحات الغيورة على المشروع الوطني "هل
مازلنا قادرين على تحقيق أهداف الثورة التي انطلق من أجلها شعبنا الباسل؟
بالطبع نعم؛ لكننا أيضاً لانخاف حين
نـُواجه الحقيقة المرة التي تحز في نفوسنا جميعاً، هل نملك القوة على تحقيق أهداف
الثورة؟ للأسف لا؛ كيف ذلك؟ وهل هناك فارق بين القدرة والقوة؟! نعم؛ فالقدرة في علم السياسة تعني:
مجموع ما نملك من طاقات وموارد.
بينما القوة هي: تعبئة هذه الطاقات وتحريكها في اتجاه ما لتحقيق أهداف محددة.
بينما القوة هي: تعبئة هذه الطاقات وتحريكها في اتجاه ما لتحقيق أهداف محددة.
وللإنتقال من طور القدرة لطور القوة
السياسية، يلزمنا العبور على جسر الإرادة والرؤية؛ وقد كنا قبل وقف إطلاق النار
سنة 1991 نمتلك القدرة على التحرير بوسائل الأمس المتواضعة، لكن بصلابة وقوة
الأبطال، ولكنّ الرؤية والإرادة أصبحتا غائبتين عن المشهد وللأسف الشديد، واستقر
بالنفوس الخور والركون إلى فتات ريع المساعدات الإنسانية واستغلال وضعية الاستقرار
النسبي للتكسب والثراء، فضعفت الأفعال وتراجعت الثقة في النفوس، وأصبحت إرادة
التغيير من قبيل خدمة الأعداء.
إن الوضعية التي نعيشها اليوم أشبه
بالسكون الذي يسبق العاصفة، وما نحتاجه هو ما له القدرة على تهييج البحر الساكن،
والدفع بموجة الثورة لتزلزل أركان الاستبداد، وتـُسقط الفاسدين في النظام، وتقذف
معهم إلى مزبلة التاريخ زبدٌ من الطبقة المترفة، التي أفسدت في البلاد لترسيخ فكر
الإنحطاط واللجوء إلى ما لانهاية؛ فهل كان ذلك كافياً؟؟.
للأسف جميعنا يشعر بأن الثورة لم تبلغ
غايتها، الوضع لايمكن أن يستمر على ماهو عليه، وبعضنا قد تسرب إليه اليأس أمام
مشهد انكسار المد الثوري الذي تقوده الجبهة الشعبية (البوليساريو)، في الوقت الذي
يسعى فيه نظام الاحتلال المغربي لتجاوز نضالاتنا وترسيخ احتلاله لوطننا، وإعادة
ساعات الزمن للوراء، ونحن في غفلة من أمرنا.
وهيهات أن تعود ساعات الزمن للوراء،
وشعبنا في الأرض المحتلة يخوض معركته بصدور عارية، فموجات الثورة ستتابع إلى أن
يحدث التحرير المنشود، شرط أن نـُقدر الأمور بقدرها، ونـُدرك أن على الحركة
(البوليساريو) مظلة الكفاح الوطني أن تـُراجع مسارها وتعود إلى سالف عهدها.
كما أن انكسار الموجة الثورية التي
حدثتْ في مُخيم الاستقلال بأكديم إزيك كان متوقعاً، لأنها كانت موجة عفوية ولّدتها
صحوة الإرادة الشعبية من دون تخطيط مسبق أو رؤية استراتيجية بعيدة المدى (واضحة
الأهداف، مُحددة المراحل، دقيقة التنظيم)؛ وقد سبقت الإشارة إلى أن تحصيل القوة
اللازمة لإحداث التغيير المنشود يتطلب العبور على جسر الإرادة والرؤية، ونحن حلقنا
في موجة التحرر الأولى بجناح واحد فقط، هو جناح الإرادة العازمة، لذا كان الإنكسار
متوقعاً مالم تحقق الثورة أهدافها في دحر الإحتلال.
وعلى الرغم من النهاية المأساوية
لملحمة أكيدم إزيك ومشهد الإنكسار المُحزن، فقد أدت انتفاضة الاستقلال دورها، بل
وحققت نجاحاً مُبهراً وأثمرتْ عن نتائج غالية أهمها:
ـ تحرير العقول من أوهام وضلالات
الخوف من الإحتلال.
ـ تحرير الإرادة الشعبية وبعث الثقة
بالذات وبالقدرة على الفعل والتغيير.
ـ خلق الأمل في غد أفضل لكل
الصحراويين ومستقبل ناهض في وطنهم مستقل.
ونحن اليوم مُطالبون بألا نتباكى
ونتحسر على الوضعية التي تمر بها القضية الوطنية، والإنسداد في أفق الحل، ولا أن
نذرف الدموع على أنات الوطن الذي مازال في قيده وبين براثن أعدائه، بل من حقنا أن
نفخر بما أنجزنا كجيل، وأن تتكاثف كل الطاقات المُخلصة بعد منحة الفرز الربانية
لمواصلة نضالنا التحرري اللاعنيف.
ومُطالبون كذلك بألا نسمح لليأس أن
يتسرب لأنفسنا، ولا للخوف أن يُبدد طاقاتنا، فأمامنا كجيل طريق طويل من النضال،
ولدينا الكثير من الأهداف والمهام على طريق الإعداد لموجة الثورة الثانية، التي
أتوقع تدشين أحداثها مالم تنتبه الحركة (البوليساريو) لحالها وتـُعالج مآلها.. وكل
الوطن أو الشهادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق