بقلم: أسلامة الناجم (المصدر: المُستقبل الصحراوي) |
لماذا لم تنف البوليساريو
ما ورد في تصريح الممثل الشخصي للأمين العام الأممي ورئيس بعثة المينورسو الأسبق
الماليزي الدنماركي إريك جانسن 1993- 1998، والذي جاء في سياق مقابلة أجرتها معه
صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة بلندن 11 أغسطس 2012/ عدد 12310، وقد قال
بالحرف "أود القول إنه في تلك الأثناء بدت جبهة البوليساريو أكثر استعداداً
للبحث بجدية إمكانية قيام حكم ذاتي في الصحراء الغربية 1996"؟.
كلام خطير مر مرور الكرام
على قيادتنا، وهي التي رأيناها تسارع إلى نفي خبر تافه ومفبرك أوردته صحيفة هسبريس
الإلكترونية المغربية التابعة للمخابرات، بشأن ما وصفته صرف راتب شهري للنشطاء
الصحراويين الأعضاء في الأمانة الوطنية داخل الأرض المحتلة وجنوب المغرب، وهو ما
اعتبرته البوليساريو في بيان النفي، محاولات مغربية للمساس من سمعة ومكانة ونزاهة
المناضلين والنشطاء الحقويين الصحراويين.
كلام خطير من جانسن، وصمت
مريب وتصرف أغرب من قيادتنا! فأي الخبرين أولى بالنفي؟ الأول الصادم والمروع،
الصادر عن دبلوماسي كبير وممثل شخصي سابق، وهو من رعى الاجتماع الذي ضم طرفي
النزاع البوليساريو والمغرب في جنيف، والذي يعطي لأي منا حق الشك في هذه القيادة،
والتي حسب تصريح جانسن، خطابها للشعب يختلف عن تصرفها مع الأمم المتحدة؟! أم خبر
في صحيفة مغربية كل أخبارها قائمة على الفبركة والكذب والدعاية المغرضة؟!، وكأن البوليساريو كانت تنتظر من "هسبريس" التزام الموضوعية
والمهنية في التعاطي معها، أليست قمة العبث؟.
ما لم تنفي البوليساريو
الخبر فإنه صار من حقنا اتهام قيادتها دون تجني، بالنفاق وعدم الشفافية في التواصل
مع الشعب بل الكذب والتعالي عليه، فبالقدر الذي يؤكد خبراً كهذا ارتباك صانع
القرار الصحراوي وقلة حيلته السياسية والدبلوماسية، فإنه يُوضح إلى أي مدى تتعالى
فيه البوليساريو على الشعب الصحراوي الذي فوضها أمره وتفاوض باسمه، فهي تعامله
معاملة غير الناضج أو غير المؤهل للاطلاع على خبايا وخفايا المفاوضات بصفة خاصة
والسياسة الخارجية بشكل عام.
الأدهى أن موقع ويكيليكس
حسب مواقع إعلامية صحراوية مستقلة كان قد نشر برقية أمريكية صادرة بتاريخ الـ17
يناير 2007 عن السفارة الأميركية بالجزائر، تتطرق للقاء السفير الأمريكي روبرت
فورد، بـنظيره الصحراوي محمّد يسلم بيسط، والذي تحدث عن الحكم الذاتي كأنه قدر لا
سبيل إلى رده، حيث قال وفقا لويكيليكس "إن تعاملت الجبهة مع مقترح الحكم
الذاتي المقدّم من لدن المغرب فإن ذلك سيكون باعتباره بداية لتسوية النزاع لا
دليلا على نهايته"، فإذا وضعنا بلاغة بيسط وتلاعبه بالكلمات في هذه الجملة
جانباً فسنجد تسليماً منه بحتمية المقترح المغربي.
للبوليساريو الحق في
الاحتفاظ بسرية بعض تفاصيل المفاوضات، لكن ليس من حقها إخفاء الحقائق المصيرية عن
شعبها، ومن واجب الشعب وخاصة نوابه في البرلمان مساءلة القيادة عن حقيقة هذه
المزاعم، التي تتحول إلى حقائق ما لم يتم نفيها، وهو أمر لم يتم إلى كتابة هذه
السطور، مع العلم أنه قد مضى على كلام إريك جانسن المنشور في جريدة الشرق الأوسط
أكثر من أسبوعين.
وعلى قيادتنا أن تعلم أن
الحكمة الشعبية "جواب المحقور السكات" ليس هذا محلها، ولا تنفع في
التعاطي مع كلام يصدر عن شخصيات لها علاقة بالصراع من حجم إريك جانسن، كان يمكن
تفهمها لو طبقتها مع الجريدة المغربية التافهة وليس مع ممثل شخصي سابق لأمين عام
أممي أسبق كان على تماس مع القضية طيلة خمس سنوات من 1993- 1998 .
وعليها أن تستحضر دائماً
وأبداً أن شرعيتها تكتسبها من احترام والتزام إرادة الشعب الصحراوي، المتمثلة في
حقه في تقرير مصيره بنفسه بكل حرية دون وصاية أو ضغط من أي كان لا في القريب
والبعيد، كما عليها أن تستحضر دائماً وأبداً أنه لا يجوز لها الخوض في مصير الشعب
الصحراوي دون الرجوع إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق