توطئة


شعارنا: الكتابة للجميع فيما يُفيد الجميع.. وليس المهم أن نتفق في ما نكتب بقدر ما تهم الفائدة المُستخلصة والمُستنبطة من ذلك.

للمشاركة بمقال، رأي، تعليق أو أي شيء مما أردتموه، ما عليكم سوى مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني التالي:
espaciosaharaui@yahoo.es


الجمعة، 31 أغسطس 2012

بلاغة الصورة: ماذا تريد اليد الممتدة أن تخفي؟


بقلم: مصطفى عبد الدايم (المصدر/ UPES)
أيّ قـُبح يخجل هذا الشخص الذي تدعي سلطات الاحتلال المغربية أنه غير موجود، فيدفع يده الغليظة تمنع آلة التصوير من تسجيل اللحظة.
واللحظة كما تبدو خلف يده مسكونة بمجموعة من النساء الصحراويات وبضعة رجال صحراويين ملتفين حول جسد أنهكته ركلاتُ وضربات كائنات تخشى النور والضوء والشهود... وتبطش فقط في السواد وفي الظلام وبعيداً عن الشهود؛ كائناتٌ مدربة على إشاعة الألم.. كائنات بلا روح ولا ضمير تنثر الخوف والرعب أينما حلت، كائنات من طينة هذا الذي يمد يداً تـُريد احتلال مساحة الزوم، وحجب الضوء عن فوهة آلة التصوير كي ينتشر السواد وينتشر الظلام.. ففيهما.. في السواد وفي الظلام تمتد نفس اليد للأصوات المطالبة بالحرية والاستقلال تخنقها من يحتاج بعد هذه الصورة للسؤال عما يخفيه المحتل المغربي؟ من يحتاج بعد هذه الصورة التي التقطتها يد مرتعشة، يد غير محترفة، يد ابنة كيري كنيدي رئيسة البعثة الحقوقية الدولية التي جاءت إلى العيون للتقرير عن وضعية حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية؟

 هذه الصورة هي التقرير حتى قبل صدوره.

ماذا سيقول تقرير البعثة الحقوقية الدولية عن وضعية حقوق الإنسان وهذه الحقوق انتهكت أمامهم.. وفي حضوره.. وكادت ابنة رئيسة البعثة الحقوقية الدولية أن تمنع من التقاط صورة.. أن تمنع من تسجيل لحظة لولا أنها كانت أسرع من مهاجمها؟.

ولولا أنها ابنة كيري كنيدي لما استطاعتْ أن تظفر بهذه الصورة، ولو كان غيرها لتم اقتياده إلى مراكز التعذيب وبعد محو كل آثار للصورة/ الدليل تقلب الآية فيتحول من ضحية إلى مجرم.

في الصورة تمتد يد المنع تريد إخفاء الحقيقة، لكن الحقيقة سطعتْ هذه المرة.. فاضحة ما يقع.. معلنة ما يقع.. مجلجلة بما يقع.

هذه الصورة وحدها كافية كشهادة عما يقع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية من قمع ومنع وإخفاء للحقيقة.

الصورة تقول لغيرنا وليس لنا نحن فنحن نعيش هذه الحقيقة.

الصورة تقول للعالم أن يد الاحتلال تمتد لإخفاء الحقيقة عنكم.. عن الضمير الإنساني... وشخصياً أعتقد أن هذه اليد المخزنية المحتلة عندما تجرأت وامتدت لتغتصب حق ابنة كيري كنيدي في تسجيل لحظة من لحظات زيارتها لمدينة العيون كانت بذلك تمارس احتقارها ليس لأعضاء البعثة الحقوقية الدولية فقط ولكن للضمير والمجتمع الإنسانيين.

ومن رأى غير هذا الرأي فليعد إلى الصورة الحكم بيننا وبين دعاة الاحتلال وأزلامهم.. فنحن شعب السلام والمحبة والإخاء واحترام كل شعوب المعمور.

وأول هذه الشعوب الشعب المغربي المضطهد وليس وحوش النظام المخزني التي تبطش بكل ماهو جميل ورائع ولو كان مجرد صورة.

ليست هناك تعليقات: