بقلم: العربي مسعود (المناطق المحتلة) |
كثر هذه الأيام في شهر رمضان الحديث
عن صورة نموذجية لطفلين من وطن واحد ومعاناة لا تنتهي... من وطن سلبت أرضه
وقسم شعبه وتزداد مأساته ومعاناته وتحاك ضده كل المؤامرات بهدف ابتلاع
حضارته وتاريخه...
صورة تحركت الذات حولها مثيرة أسئلة مشاكسة ولا
ندري هل ستنتهي هذه الأسئلة بما هو طموح ورغبة ذاتية محددة قد لا يعرف
قيمتها إلا ذوات تعزف كلمات عن طريق الكتابة أو القراءة، أم بما هو تصور
لواقع ومعاناة شعب قسمه الاحتلال، قد ترقى الكتابة إلى التعبير عنه بصيغة
الممكن أو غير الممكن...
الممكن في أن تكون الصورة بالفعل
تشبه الذات الكاتبة أو تكون هذه الأخيرة قد لامست حسيا وشعورا واقتربت أكثر
من الصورة، ليس في معناها كصورة تجسد لحظة فعل ثابت بألوان لا تقبل
التعليق.. بل بمعناها العميق الذي رسمته الذات القارئة الداعية إلى
الاقتراب من صورة مفقودة سرعان ما تحولت إلى صورة متحركة في الذاكرة
الجماعية لذوات لا زالت تحقق التواصل عن طريق متعة الكتابة والقراءة...
والغير ممكن هو أن تظل الأسئلة حول الوطن تائهة وفاقدة لأي معنى لمصير مشترك بين ذوات ترفض الانهيار والسقوط والهزيمة وتتطلع إلى المجابهة والتحدي من أجل عشق الكلمة ووحدة الفكرة والمصير وتجاوز الغربة وكل شيء يثير الأحقاد المميتة...
والغير ممكن أيضا هو أن لا تصل الذات إلى مرادها وأن لا تتشابه مع معاناة وهموم الطفلين الصغيرين ومن خلالهما شعب يحترق بقوة الشمس وبطول الانتظار، لكن يبقى صامدا صمود النخلة والطبيعة.. صمود الذات وهي تخشى على ضياع واحتراق الذكريات وتوقف زمن الكتابة والتحامها مع الذات على أمل أن يتم اللقاء في "مساحة وطن" يتشكل لحظة بلحظة حتى تكتمل الصورة وتنفذ إلى قلب كل ذات محبة للمستقبل ورافضة ل "فوضى الأحقاد والضغائن" ومتطلعة إلى أن "تلبس العواصف وتسكن قمم الشهادة"...
فبين التساؤل الحارق المركز على الذات الكاتبة والأمر بالاقتراب من الصورة في جوهرها لاكتشاف الماهية أو الجوهر إلى التراجع عن السؤال واحتضان الصورة بما تحمل من معاني الانتصار والانكسار.. الطفولة والبراءة.. الحاضر والمستقبل.. إلى جعل الصورة حية لا أحد يقدر على قتلها، لأنها ربما تحمل الأمل لشعب تواق للحرية والانتصار والحب لذوات فضلت محاورة ومخاطبة صورة الطفلين عن قرب، وكأن التاريخ أو عدسات المصورين لم تنتج غير هذه الصورة للمعاناة والحرمان في أرض اللجوء...
فقد تكون الذات الكاتبة من هناك أكثر حميمية والتصاق بالصورة.. وقد تكون الذات الكاتبة من هنا أكثر بحثا وطرحا للأسئلة المشاكسة وأكثر تعبير عن أزمة تعيشها الذات وهي في صدد الكشف عن الحقيقة الضائعة في كيانات بشرية تعطل مسيرة التاريخ وتجعله يتراجع بخطوات إلى الوراء وثابتا لا يتحرك والذوات داخله تائهة في بحث مستمر عن من يخلصها من هذه الكائنات التي ملأت الفضاء وشجعت على توالي الأخطاء مع السكوت وعدم الحركة في تغييرها أو القول ب "لا" على طريقة "لا لم أقل أن الصورة لا تشبهني" و "لا أحد غيرنا يستطيع قتل الصورة فينا"..
ومن هذا الحوار الثنائي تولدت فكرة بين الصورة والصورة... بين أن تظل الصورة تشبه الذات وأن تظل مستمرة داخل ذوات تؤمن بحركية الصورة وبحجم طاقة الكتابة والإبداع، لكن شريطة أن تبقى ذات الكتابة/الفعل وفية لا تقبل بشيء اسمه نهاية الصورة...
إن بين الصورة والصورة أفكار تناقش وأسئلة تطرح واقتراب بين ذوات محبة لا ابتعاد بينها وبحث عن تشكيل صور بدل صورة واحدة لواقعين مختلفين، لكنهما متقاربين و "لا يستطيع غيرنا" التعبير عنه بلغة صريحة وموضوعية لا أراها مفتقدة في حوار الذات مع الذات وفي حوار الذات مع الذات الأخرى (بمعنى هنا وهناك)...
وما أنصح به هو الاقتراب أكثر من صور المعاناة ومحاولة المساهمة في بناء الصورة كاملة، لا في تهديمها وتركها بدون روح أو حب أو مستقبل... فكل صورة هي حياة تستحق أن تصبح رواية أو قصة...
وتبقى الصورة فن للكتابة يجيده قلة ويجهله الكثيرون، وما يؤثر فينا هي نماذج قليلة يمكنها إيصال الفكرة بطريقة تستطيع فينا التأثير والتغيير للأفضل.
والغير ممكن هو أن تظل الأسئلة حول الوطن تائهة وفاقدة لأي معنى لمصير مشترك بين ذوات ترفض الانهيار والسقوط والهزيمة وتتطلع إلى المجابهة والتحدي من أجل عشق الكلمة ووحدة الفكرة والمصير وتجاوز الغربة وكل شيء يثير الأحقاد المميتة...
والغير ممكن أيضا هو أن لا تصل الذات إلى مرادها وأن لا تتشابه مع معاناة وهموم الطفلين الصغيرين ومن خلالهما شعب يحترق بقوة الشمس وبطول الانتظار، لكن يبقى صامدا صمود النخلة والطبيعة.. صمود الذات وهي تخشى على ضياع واحتراق الذكريات وتوقف زمن الكتابة والتحامها مع الذات على أمل أن يتم اللقاء في "مساحة وطن" يتشكل لحظة بلحظة حتى تكتمل الصورة وتنفذ إلى قلب كل ذات محبة للمستقبل ورافضة ل "فوضى الأحقاد والضغائن" ومتطلعة إلى أن "تلبس العواصف وتسكن قمم الشهادة"...
فبين التساؤل الحارق المركز على الذات الكاتبة والأمر بالاقتراب من الصورة في جوهرها لاكتشاف الماهية أو الجوهر إلى التراجع عن السؤال واحتضان الصورة بما تحمل من معاني الانتصار والانكسار.. الطفولة والبراءة.. الحاضر والمستقبل.. إلى جعل الصورة حية لا أحد يقدر على قتلها، لأنها ربما تحمل الأمل لشعب تواق للحرية والانتصار والحب لذوات فضلت محاورة ومخاطبة صورة الطفلين عن قرب، وكأن التاريخ أو عدسات المصورين لم تنتج غير هذه الصورة للمعاناة والحرمان في أرض اللجوء...
فقد تكون الذات الكاتبة من هناك أكثر حميمية والتصاق بالصورة.. وقد تكون الذات الكاتبة من هنا أكثر بحثا وطرحا للأسئلة المشاكسة وأكثر تعبير عن أزمة تعيشها الذات وهي في صدد الكشف عن الحقيقة الضائعة في كيانات بشرية تعطل مسيرة التاريخ وتجعله يتراجع بخطوات إلى الوراء وثابتا لا يتحرك والذوات داخله تائهة في بحث مستمر عن من يخلصها من هذه الكائنات التي ملأت الفضاء وشجعت على توالي الأخطاء مع السكوت وعدم الحركة في تغييرها أو القول ب "لا" على طريقة "لا لم أقل أن الصورة لا تشبهني" و "لا أحد غيرنا يستطيع قتل الصورة فينا"..
ومن هذا الحوار الثنائي تولدت فكرة بين الصورة والصورة... بين أن تظل الصورة تشبه الذات وأن تظل مستمرة داخل ذوات تؤمن بحركية الصورة وبحجم طاقة الكتابة والإبداع، لكن شريطة أن تبقى ذات الكتابة/الفعل وفية لا تقبل بشيء اسمه نهاية الصورة...
إن بين الصورة والصورة أفكار تناقش وأسئلة تطرح واقتراب بين ذوات محبة لا ابتعاد بينها وبحث عن تشكيل صور بدل صورة واحدة لواقعين مختلفين، لكنهما متقاربين و "لا يستطيع غيرنا" التعبير عنه بلغة صريحة وموضوعية لا أراها مفتقدة في حوار الذات مع الذات وفي حوار الذات مع الذات الأخرى (بمعنى هنا وهناك)...
وما أنصح به هو الاقتراب أكثر من صور المعاناة ومحاولة المساهمة في بناء الصورة كاملة، لا في تهديمها وتركها بدون روح أو حب أو مستقبل... فكل صورة هي حياة تستحق أن تصبح رواية أو قصة...
وتبقى الصورة فن للكتابة يجيده قلة ويجهله الكثيرون، وما يؤثر فينا هي نماذج قليلة يمكنها إيصال الفكرة بطريقة تستطيع فينا التأثير والتغيير للأفضل.
(مُقتبس من الموقع الإلكتروني لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق